لا يوجد إنسان كجزيرة قائمة بذاتها الكل يتفاعل ويرتبط مع الآخر والكل مكملاً لبعضه البعض من هنا أود أن أبدأ بالحديث عن النظام وما هو ارتباطه بنا وما هي العلاقة بيننا وبينه وهل نحن بحاجه للنظام أم انه منوط فقط بالأعمال السياسية والاقتصادية والمؤسسات وهل هو بالسهولة ذاتها لنفهمه؟! فلنحاول معاً التعرف على النظام......
النظام كيان يدعم وجودة ويحافظ عليه، ويعمل ككل من خلال تفاعل أجزائه.
وللتبسيط أكثر نضرب المثل بجسم الإنسان فهو يتكون من أجزاء وأعضاء عديدة ولكل منها وظيفة منفصلة ولكنها تعمل معاً وتؤثر في بعضها البعض. فالعين والساق لا تتحرك بدون وصول الدم إليها وإن حركة الساق تساعد على عودة الدم إلى القلب وتتأثر نبضات الأخير بالتفكير وبالمشاعر مثل الفرح والخوف والهضم بدورة يتأثر بأفكارك وخاصة بعد وجبة ضخمة ودسمة. إن جسم الإنسان نظام معقد ولكنه متكامل مترابط في أجزاءه وكذلك العائلة والعمل ومجموعة المعتقدات، والبيئة ذاتها نظام شديد التعقيد وهو نظام يحتاج لمزيد من الفهم.
لذلك فنحن محاطين بمجموعة من الأنظمة في كل شي ونتعامل معها باستمرار بصورة مباشرة أو غير مباشرة أدركناها أم لم ندركها فهي تعمل على الدوام. والطريف في الموضوع أنك عندما تريد إشعال مصباح كهربائي ليس عليك التخرج من كلية الإلكترونيات، أو تعرف ماذا يحدث عندما تتحرك السيارة وعدد العمليات التي تحدث في جزء من الثانية داخل محركها ولكنك ببساطة تتعامل معها مستفيد من مخرجات نظامها دون الحاجه لمعرفة تفاصيل سير نظامها وطرق عمله ولكن عدم معرفتك به لا تلغي حقيقة وجود نظام خاص بكل شي من حولك.
فغالبا مخرجات أي نظام هي مدخلات نظام آخر فمثلا المخرجات العلمية التي تلقيتها من المعلم أو من الكتب التي اطلعت عليها وقرأتها هي التي شكلت مدخلات الثقافة بالنسبة لك بالإضافة إلى الظروف البيئية المحيطة بك، ومخرجاتك أنت هي مدخلات من ستتحدث معهم، فكل تجاربك وخبراتك ستنصب بشكل مدخلات في المستقبل لأبنائك وأسرتك، وهكذا فالعملية مستمرة ودورة الحياة تكتمل خذ المثال السابق وأسقطه على ما يدور حولك من أحداث ترى أن كل شي محكوم وفق أنظمة مصفوفة لامتناهية من الأنظمة المكملة لبعضها البعض كشبكة متداخلة معقدة حيث يحافظ كل كائن على حياته من خلال علاقاته بالكائنات الأخرى.
ومما لاشك فيه أن النظر للأمام والتخطيط وتوقع النتائج بعيدة المدى فكرة جيدة ولكن كيف بالضبط يمكن تنفيذ الفكرة وحتى على المستوى الشخصي ربما لا تسير علاقتنا وميزانياتنا وعملنا وحياتنا كما نريد رغم أننا نبذل ما بوسعنا. هناك أشياء نعتقد أنها تحت السيطرة ولكنها تتطور من تلقاء نفسها وهذا التعقيد يجعلنا عاجزين عن التعامل مع الأمور. ولكن إذا أدركت أن كل الأنظمة يمكنك إحداث التغيير فيها فهي معدة من الله الحي القيوم لخدمتك من قوله تعالى ((وسخر لكم ما في السموات والأرض)).
إن محاولة فهمك للأنظمة المحيطة في حياتك مثل جسدك وأُسرتك وعملك ومعتقداتك وأموالك هي محاولة لفهم كيفية عمل هذه الأنظمة ومن ثم كيف سوف تحدث التغيير المناسب في كل تلك الأنظمة فإذا أحدثت تغييراً صغيراً في نظامك الغذائي وحافظت على تناول الأطعمة الصحية فإن ذلك سيؤثر على نظام جسمك بشكل عام وإذا حسنت علاقتك بزوجتك وأبنائك فان ذلك سيوثر على نظام تماسك الأسرة وهكذا فالقاعدة بسيطة ((إحداث تغيير على بعض أجزاء النظام يؤثر على النظام ككل)).
إذا نظرنا لأنماط التفكير فإننا نتعلم التفكير المنطقي أي الفهم من خلال التحليل وهو تفكيك الأحداث إلى أجزاء ثم تجميعها. أحيانا ينجح هذا ولكن هناك مشكلات في تطبيق طريقة التفكير هذه على كل المواقف وهذه الطريقة لا تنجح عند تطبيقها على كافة الأنظمة بالفعل لأن الناس والأحداث لاتحكمها قواعد المنطق إذ لا يسهل التنبؤ بها وحلها مثل المعادلات الرياضية وبالتالي لا تنفع معها الحلول المنطقية المنظمة والسريعة، والسبب وراء عجز التفكير المعتاد عن التعامل مع الأنظمة هو ميل هذا التفكير إلى التركيز على سلاسل بسيطة من الأسباب والنتائج المحددة بالزمان والمكان بدلا من التعامل مع مجموعة عوامل ذات تأثير متبادل وفي النظام قد يكون السبب والنتيجة بعيدين عن بعضهما في الزمان والمكان فقد لا تظهر النتيجة قبل أيام أو أسابيع أو أعوام وما زال علينا أن نتصرف الآن، وقد تكون النتائج بعيدة المدى جيدة فالأبوة الصالحة تصنع أطفالا مهذبين ومبدعين يصبحون بدورهم آباء رائعين وهكذا تستمر الدائرة المحكمة فمخرجات النظام عند شخص ما هي إلا مدخلات نظام عند شخص آخر وما يحدث بينهم من تفاعل وتغذية عكسية هي التجربة الإنسانية، فمثلاً قد يؤدي قرار حكيم في إحدى الشركات إلى فتح سوق جديد مربح بعد شهور رغم أن هذا يبدوا مستحيلا الآن لكنك وفق القاعد الثانية في النظام فإنه ليس بالضرورة أن تكون النتائج آنية وحتمية. ما لم تربط السبب بالنتيجة لن تتعلم من التجربة ولن تتخذ القرار الصائب، أن التحليل المنطقي يمكن أن يؤدي إلى الحل الواضح لتدهور الموقف وقد يكون الحل النهائي بعيد جدا عن المنطق مثل الشعور بالقلق قبل مواجهه تحد ما ,فمحاولة تهدئه القلق بان تنكره لا يكون لها تأثير كبير بالحقيقة ولكن الاعتراف به واستيعابه كاملا ثم التركيز على شي آخر تماما وهو الحل قد يكون هو الملجأ الآمن لحل المشكلة. فحاول منذ اللحظة مراقبة أنظمة حياتك واستيعابها وفهم مفرداتها وتفاصيلها وإحداث التغير الإيجابي فيها.
النظام كيان يدعم وجودة ويحافظ عليه، ويعمل ككل من خلال تفاعل أجزائه.
وللتبسيط أكثر نضرب المثل بجسم الإنسان فهو يتكون من أجزاء وأعضاء عديدة ولكل منها وظيفة منفصلة ولكنها تعمل معاً وتؤثر في بعضها البعض. فالعين والساق لا تتحرك بدون وصول الدم إليها وإن حركة الساق تساعد على عودة الدم إلى القلب وتتأثر نبضات الأخير بالتفكير وبالمشاعر مثل الفرح والخوف والهضم بدورة يتأثر بأفكارك وخاصة بعد وجبة ضخمة ودسمة. إن جسم الإنسان نظام معقد ولكنه متكامل مترابط في أجزاءه وكذلك العائلة والعمل ومجموعة المعتقدات، والبيئة ذاتها نظام شديد التعقيد وهو نظام يحتاج لمزيد من الفهم.
لذلك فنحن محاطين بمجموعة من الأنظمة في كل شي ونتعامل معها باستمرار بصورة مباشرة أو غير مباشرة أدركناها أم لم ندركها فهي تعمل على الدوام. والطريف في الموضوع أنك عندما تريد إشعال مصباح كهربائي ليس عليك التخرج من كلية الإلكترونيات، أو تعرف ماذا يحدث عندما تتحرك السيارة وعدد العمليات التي تحدث في جزء من الثانية داخل محركها ولكنك ببساطة تتعامل معها مستفيد من مخرجات نظامها دون الحاجه لمعرفة تفاصيل سير نظامها وطرق عمله ولكن عدم معرفتك به لا تلغي حقيقة وجود نظام خاص بكل شي من حولك.
فغالبا مخرجات أي نظام هي مدخلات نظام آخر فمثلا المخرجات العلمية التي تلقيتها من المعلم أو من الكتب التي اطلعت عليها وقرأتها هي التي شكلت مدخلات الثقافة بالنسبة لك بالإضافة إلى الظروف البيئية المحيطة بك، ومخرجاتك أنت هي مدخلات من ستتحدث معهم، فكل تجاربك وخبراتك ستنصب بشكل مدخلات في المستقبل لأبنائك وأسرتك، وهكذا فالعملية مستمرة ودورة الحياة تكتمل خذ المثال السابق وأسقطه على ما يدور حولك من أحداث ترى أن كل شي محكوم وفق أنظمة مصفوفة لامتناهية من الأنظمة المكملة لبعضها البعض كشبكة متداخلة معقدة حيث يحافظ كل كائن على حياته من خلال علاقاته بالكائنات الأخرى.
ومما لاشك فيه أن النظر للأمام والتخطيط وتوقع النتائج بعيدة المدى فكرة جيدة ولكن كيف بالضبط يمكن تنفيذ الفكرة وحتى على المستوى الشخصي ربما لا تسير علاقتنا وميزانياتنا وعملنا وحياتنا كما نريد رغم أننا نبذل ما بوسعنا. هناك أشياء نعتقد أنها تحت السيطرة ولكنها تتطور من تلقاء نفسها وهذا التعقيد يجعلنا عاجزين عن التعامل مع الأمور. ولكن إذا أدركت أن كل الأنظمة يمكنك إحداث التغيير فيها فهي معدة من الله الحي القيوم لخدمتك من قوله تعالى ((وسخر لكم ما في السموات والأرض)).
إن محاولة فهمك للأنظمة المحيطة في حياتك مثل جسدك وأُسرتك وعملك ومعتقداتك وأموالك هي محاولة لفهم كيفية عمل هذه الأنظمة ومن ثم كيف سوف تحدث التغيير المناسب في كل تلك الأنظمة فإذا أحدثت تغييراً صغيراً في نظامك الغذائي وحافظت على تناول الأطعمة الصحية فإن ذلك سيؤثر على نظام جسمك بشكل عام وإذا حسنت علاقتك بزوجتك وأبنائك فان ذلك سيوثر على نظام تماسك الأسرة وهكذا فالقاعدة بسيطة ((إحداث تغيير على بعض أجزاء النظام يؤثر على النظام ككل)).
إذا نظرنا لأنماط التفكير فإننا نتعلم التفكير المنطقي أي الفهم من خلال التحليل وهو تفكيك الأحداث إلى أجزاء ثم تجميعها. أحيانا ينجح هذا ولكن هناك مشكلات في تطبيق طريقة التفكير هذه على كل المواقف وهذه الطريقة لا تنجح عند تطبيقها على كافة الأنظمة بالفعل لأن الناس والأحداث لاتحكمها قواعد المنطق إذ لا يسهل التنبؤ بها وحلها مثل المعادلات الرياضية وبالتالي لا تنفع معها الحلول المنطقية المنظمة والسريعة، والسبب وراء عجز التفكير المعتاد عن التعامل مع الأنظمة هو ميل هذا التفكير إلى التركيز على سلاسل بسيطة من الأسباب والنتائج المحددة بالزمان والمكان بدلا من التعامل مع مجموعة عوامل ذات تأثير متبادل وفي النظام قد يكون السبب والنتيجة بعيدين عن بعضهما في الزمان والمكان فقد لا تظهر النتيجة قبل أيام أو أسابيع أو أعوام وما زال علينا أن نتصرف الآن، وقد تكون النتائج بعيدة المدى جيدة فالأبوة الصالحة تصنع أطفالا مهذبين ومبدعين يصبحون بدورهم آباء رائعين وهكذا تستمر الدائرة المحكمة فمخرجات النظام عند شخص ما هي إلا مدخلات نظام عند شخص آخر وما يحدث بينهم من تفاعل وتغذية عكسية هي التجربة الإنسانية، فمثلاً قد يؤدي قرار حكيم في إحدى الشركات إلى فتح سوق جديد مربح بعد شهور رغم أن هذا يبدوا مستحيلا الآن لكنك وفق القاعد الثانية في النظام فإنه ليس بالضرورة أن تكون النتائج آنية وحتمية. ما لم تربط السبب بالنتيجة لن تتعلم من التجربة ولن تتخذ القرار الصائب، أن التحليل المنطقي يمكن أن يؤدي إلى الحل الواضح لتدهور الموقف وقد يكون الحل النهائي بعيد جدا عن المنطق مثل الشعور بالقلق قبل مواجهه تحد ما ,فمحاولة تهدئه القلق بان تنكره لا يكون لها تأثير كبير بالحقيقة ولكن الاعتراف به واستيعابه كاملا ثم التركيز على شي آخر تماما وهو الحل قد يكون هو الملجأ الآمن لحل المشكلة. فحاول منذ اللحظة مراقبة أنظمة حياتك واستيعابها وفهم مفرداتها وتفاصيلها وإحداث التغير الإيجابي فيها.