جنين ... مولود ... وينْتظرُ الولادة
::
لنْ أتحدثْ عن آلامِ المَخاض ... أو حَتى شدّته ومَرارَتُه
ولنْ أتطرق للشّعُور الذي يحْتوي الأمّ حينَ يَقْترب مَوْعد صَغيرها
أو عنِ الدّفعات المُتتالية لرحْم الأُمّ ... علّه يَخرُج ويَرى النّور
وسأتجاهلُ تماماً الحديث عنْ فَرحة المَوْلود حينَ يُبشرّ بالقُدوم
والعَطفِ المُنصبّ في قلبِ الأمّ اتجاهه ... أو الحَنان الذي يتدفق
وبقوّة لا تُجارى لهُ حينَ رؤيتهِ ...
ببساطة لنْ أتكلّم عنْ كل هَذا ...
سأتكلّم عن أشْياءَ أُخرى تذْكرةً لنفْسي ... ولأرى أيْنَ أنا منْها
::
الجَنين ...
هُوَ قلبٌ لمْ يُولد بَعْد ... ما زالَ في رَحْم الظّلام
يأكلُ ويَشربُ مُغْمضَ العَيْنين ... ويتخبطّ فيما حَولهُ من سواد
يخْشَى النّوُر ... ويُوهم نَفْسهُ بأنّ مَوعدَ الولادةٍ لمْ يَحن بَعْد ...
لمْ يُدرك هُوَ معْنى الحياةِ الحقيقيّة ... ولنْ يُدركها ما دامَ هناكَ قابعاً
مُتونساً بسوادٍ يُلاعبهُ ... وظلامٍ يُداعبهُ ...
فاتكأ على الإنْتظارِ ... وأُدعمَ بتسويفِ الفعْلِ والبَحْث
فتُركَ ضعيفاً هناكَ يتلمّسُ ما حولهُ في احْشاء الضّلال ...
قلبٌ يبْحثُ عن السّعادةِ ... وأؤكد بأنّه لنْ يجدها ...
فأنّى لهُ أنْ يَسْتشعرَها وهُوَ بعيدٌ عن ركابِ الحقّ والنّور المُبين
فيتوثبُ بينَ الفتن ومُغريات الدّنْيا ... ملذاتها وشَهواتِهَا ...
ويَنْسى أو يتناسَى عواقِبَها الوَخم ...
لنْ أُنكر أنّهُ قدْ يجدُ السّعادة حيناً ... ولكنّه سيُعايشُ
الحُزنَ والبؤسَ مراراً ... وتكْراراً ...
وسيَبْقى حالهُ كذلكَ مُرثىً لها ... ما دامَ جنيناً يأبى الخُروج
ويأبى قوّة النّور التي تُبْصر العقولَ والألْباب ...
فالجَنين لا يَرى سوى الظّلام ... وكلّ شَيْءٍ عدا الحقّ
ظلامٌ في ظلام ....~
والعَالمُ اليَوم بل حتى منذُ القِدَم ... وإلى يَومنا هذا
لم تُطْمس معالمُ ذاكَ الجَنين بيْن تواريخهُ المَنْسيّة ...
فهناكَ أجنّةٌ ما زالت في بُطونِ الهَوى ... وقدْ تفوتهم مَوعدُ الولادة
::
أمّا المَولود ...
فهوَ قلبٌ أبى الظّلام ... هداهُ الله ووقاه ...
فرأى النّور واضحاً جليّاً أمامه ... بعدَ أنْ عانى من مغْص الولادة
وآلام مخاضِ الذّنوبِ وإجْهاضها ...
عَرفَ الله ... فذكرهُ ... فحفظهُ الله ورعاه ...
قلبٌ كانَ يوماً جنيناً ... أو لربما عاودهُ إحْساسُ الجَنين
لكنّ النّورَ كانَ أقْوى ... وعمليةُ إجْهاضِ الذّنوبِ كانت مُتزامنة
معْ توبةٍ صادقة لله عزّ وجلّ ...
قلبٌ اسْتقامَ فعرفَ لذّة السّعادة ...
وما عادَ يُفضل أحْشاءً قدْ سكَنها ذاتَ مرّة ...
لأنّه علمَ يَقيناً أنّ ما منْ طريقٍ قَويم ... سليم ... صحيح
إلّا هذا الإسْلام ...}
ولنْ أقول بأنّ العالمَ قدْ طَوى صَفحتهم ... بل هُم موجودونَ
ولكنْ قدْ يكونونَ بفئاتٍ قليلة ... قليلة نسبيّاً
::
وامّا منْ يَنتظرُ الولادة ...
فهُوَ بينَ ذاكَ وذاك ... مرّة يكادُ أنْ يُجْهضَ الذّنوب بطلقةٍ واحدة
لكنّه يَضْعُف فيتراجع ... مُفضلاً الظّلامَ على ذاكَ النّور ...
وتراةً يخْتلسُ النّظرَ خارجاً .. ليرى الضّياءَ نوراً مُلحّاً ... فيَخْرج ...
وأخْرى يُعاودهُ غباشٌ يُطفئُ مصابيح النّور ... فيعُود إلى أحْشاء السّواد
قلبٌ مُتقلبٌ بينَ نورٍ وظلام ... قدْ تؤثر فيهِ مَوْعظة ...
فيلْتَزم ... ويرى بعيْنينٍ مليئتين بالنّور ... واسعتين الأفق
ولكنّه من جانبٍ آخر قدْ يُغرى بسهولةٍ من قبل الشّيطان وقرينهُ المُلازمِ له
فَينْحرف عنْ طريقِ الصّواب ...
فنجدهُ في النّهارِ تائباً ... وفي اللّيل مُذنباً ... وقد يمتدّ
الذّنبُ نهاراً ... فتتزامنُ توبتهُ ليلاً ... وهكذا ...
ولكنْ لا يعْني هذا بأنّها ثُلّةٌ مُتواطئة ... دنيّة ... خائنة
فإنّ الله أشدّ فرحاً لتوبة العَبدِ من نفْسه ...
وسُبحانه ما أجلّ عظمته ... يَبسطُ يدهُ في النّهار ليتوبَ مُسيءُ اللّيل
ويبْسط يدهُ في اللّيل ليتوبَ مُسيءُ النّهار ...
وأظنّها فئةٌ ذاتُ معدّلٍ وسط ... في يَومنا هذا
وقدْ تكثرُ أو تقلّ ...
وبكلّ الأحْوال فقد بدأ { الإسْلامُ } غريباً وسيعودُ غريباً كما بدأ
فطُوبَى للغُربَاء ...~
ولــــــــــكـن ...
أفأيْنَ ( قلبي ) منهم ...؟!
منقول
::
لنْ أتحدثْ عن آلامِ المَخاض ... أو حَتى شدّته ومَرارَتُه
ولنْ أتطرق للشّعُور الذي يحْتوي الأمّ حينَ يَقْترب مَوْعد صَغيرها
أو عنِ الدّفعات المُتتالية لرحْم الأُمّ ... علّه يَخرُج ويَرى النّور
وسأتجاهلُ تماماً الحديث عنْ فَرحة المَوْلود حينَ يُبشرّ بالقُدوم
والعَطفِ المُنصبّ في قلبِ الأمّ اتجاهه ... أو الحَنان الذي يتدفق
وبقوّة لا تُجارى لهُ حينَ رؤيتهِ ...
ببساطة لنْ أتكلّم عنْ كل هَذا ...
سأتكلّم عن أشْياءَ أُخرى تذْكرةً لنفْسي ... ولأرى أيْنَ أنا منْها
::
الجَنين ...
هُوَ قلبٌ لمْ يُولد بَعْد ... ما زالَ في رَحْم الظّلام
يأكلُ ويَشربُ مُغْمضَ العَيْنين ... ويتخبطّ فيما حَولهُ من سواد
يخْشَى النّوُر ... ويُوهم نَفْسهُ بأنّ مَوعدَ الولادةٍ لمْ يَحن بَعْد ...
لمْ يُدرك هُوَ معْنى الحياةِ الحقيقيّة ... ولنْ يُدركها ما دامَ هناكَ قابعاً
مُتونساً بسوادٍ يُلاعبهُ ... وظلامٍ يُداعبهُ ...
فاتكأ على الإنْتظارِ ... وأُدعمَ بتسويفِ الفعْلِ والبَحْث
فتُركَ ضعيفاً هناكَ يتلمّسُ ما حولهُ في احْشاء الضّلال ...
قلبٌ يبْحثُ عن السّعادةِ ... وأؤكد بأنّه لنْ يجدها ...
فأنّى لهُ أنْ يَسْتشعرَها وهُوَ بعيدٌ عن ركابِ الحقّ والنّور المُبين
فيتوثبُ بينَ الفتن ومُغريات الدّنْيا ... ملذاتها وشَهواتِهَا ...
ويَنْسى أو يتناسَى عواقِبَها الوَخم ...
لنْ أُنكر أنّهُ قدْ يجدُ السّعادة حيناً ... ولكنّه سيُعايشُ
الحُزنَ والبؤسَ مراراً ... وتكْراراً ...
وسيَبْقى حالهُ كذلكَ مُرثىً لها ... ما دامَ جنيناً يأبى الخُروج
ويأبى قوّة النّور التي تُبْصر العقولَ والألْباب ...
فالجَنين لا يَرى سوى الظّلام ... وكلّ شَيْءٍ عدا الحقّ
ظلامٌ في ظلام ....~
والعَالمُ اليَوم بل حتى منذُ القِدَم ... وإلى يَومنا هذا
لم تُطْمس معالمُ ذاكَ الجَنين بيْن تواريخهُ المَنْسيّة ...
فهناكَ أجنّةٌ ما زالت في بُطونِ الهَوى ... وقدْ تفوتهم مَوعدُ الولادة
::
أمّا المَولود ...
فهوَ قلبٌ أبى الظّلام ... هداهُ الله ووقاه ...
فرأى النّور واضحاً جليّاً أمامه ... بعدَ أنْ عانى من مغْص الولادة
وآلام مخاضِ الذّنوبِ وإجْهاضها ...
عَرفَ الله ... فذكرهُ ... فحفظهُ الله ورعاه ...
قلبٌ كانَ يوماً جنيناً ... أو لربما عاودهُ إحْساسُ الجَنين
لكنّ النّورَ كانَ أقْوى ... وعمليةُ إجْهاضِ الذّنوبِ كانت مُتزامنة
معْ توبةٍ صادقة لله عزّ وجلّ ...
قلبٌ اسْتقامَ فعرفَ لذّة السّعادة ...
وما عادَ يُفضل أحْشاءً قدْ سكَنها ذاتَ مرّة ...
لأنّه علمَ يَقيناً أنّ ما منْ طريقٍ قَويم ... سليم ... صحيح
إلّا هذا الإسْلام ...}
ولنْ أقول بأنّ العالمَ قدْ طَوى صَفحتهم ... بل هُم موجودونَ
ولكنْ قدْ يكونونَ بفئاتٍ قليلة ... قليلة نسبيّاً
::
وامّا منْ يَنتظرُ الولادة ...
فهُوَ بينَ ذاكَ وذاك ... مرّة يكادُ أنْ يُجْهضَ الذّنوب بطلقةٍ واحدة
لكنّه يَضْعُف فيتراجع ... مُفضلاً الظّلامَ على ذاكَ النّور ...
وتراةً يخْتلسُ النّظرَ خارجاً .. ليرى الضّياءَ نوراً مُلحّاً ... فيَخْرج ...
وأخْرى يُعاودهُ غباشٌ يُطفئُ مصابيح النّور ... فيعُود إلى أحْشاء السّواد
قلبٌ مُتقلبٌ بينَ نورٍ وظلام ... قدْ تؤثر فيهِ مَوْعظة ...
فيلْتَزم ... ويرى بعيْنينٍ مليئتين بالنّور ... واسعتين الأفق
ولكنّه من جانبٍ آخر قدْ يُغرى بسهولةٍ من قبل الشّيطان وقرينهُ المُلازمِ له
فَينْحرف عنْ طريقِ الصّواب ...
فنجدهُ في النّهارِ تائباً ... وفي اللّيل مُذنباً ... وقد يمتدّ
الذّنبُ نهاراً ... فتتزامنُ توبتهُ ليلاً ... وهكذا ...
ولكنْ لا يعْني هذا بأنّها ثُلّةٌ مُتواطئة ... دنيّة ... خائنة
فإنّ الله أشدّ فرحاً لتوبة العَبدِ من نفْسه ...
وسُبحانه ما أجلّ عظمته ... يَبسطُ يدهُ في النّهار ليتوبَ مُسيءُ اللّيل
ويبْسط يدهُ في اللّيل ليتوبَ مُسيءُ النّهار ...
وأظنّها فئةٌ ذاتُ معدّلٍ وسط ... في يَومنا هذا
وقدْ تكثرُ أو تقلّ ...
وبكلّ الأحْوال فقد بدأ { الإسْلامُ } غريباً وسيعودُ غريباً كما بدأ
فطُوبَى للغُربَاء ...~
ولــــــــــكـن ...
أفأيْنَ ( قلبي ) منهم ...؟!
منقول